السبت، 1 نوفمبر 2008

الطب الخارق
















الحقول التفاعلية والاستشفاء
احتل التلازم بين القوة الروحية والحياة الإنسانية أصالة اجتماعية ونفسية وأخلاقية وأصبح التكوين العقلي والمعرفي يرتبط بالروحانية كوجود فاعل في بناء الحياة وتحديد التوجهات والمواجهة الناظمة للعقل البشري في ميادين الحياة والمعتقدات والروحانيات كنظام للتفاعل بين العقيدة والمادة وكان ( أبقراط ) من أبرز المؤدين لوجود قوة طبيعية متأصلة في الكائنات الحية. ونشأت علاقات إنسانية مبنية على الحب الروحي في أدبيات العصور السابقة وهو حب وجداني خالي مكن المؤثرات الجسدية في العلاقة بين الطرفين لأنه نوع من الحب يرتفع فوق المادية نظراً لارتكازه على العقل في نظام التفاعل والتأثير ومبني على العاطفة الخالية من الدنس وقد أكد العالم السويسري (بارأسيلياس ) بأن الجسم كمادة لورشة عمل تشرف عليها النفس الإنسانية المتأصلة بقوة التخيل القادة على تعزيز واستشفاء الأمراض. نظراً للتفاعل القائم بين القوى الجسدية والروحية فالطب الفيزيائي كنظام علاقات بين المادة كجسد والمادة كدواء غابتها تأمين مؤثرات فيزيائية وكيميائية يمكن من خلالها التغلب على الأمراض والتخلص من أثارها، والطب الروحي المنتشر في المعتقدات الشرقية يربط بين المادة الفيزيائية والروحية كنظام متبادل في التأثير يمتلك القدرة لإعادة تنظيم المنطقة المصابة والتغلب على المرض.
لقد تزايد الاهتمام بالطب الفيزيائي في العصر الحديث أكثر من الطب الروحي لأن الطب الروحي لأن الطب الروحي اتخذ منحى ديني وانحدر نحو ممارسات خرافية وأساليب رديئة مبنية على الشعوذة والاحتيال وتغير مفهوم المرض من حالة مرتبطة بعوامل نفسية وجسدية إلى حالة مرتبطة بتأثير أرواح شيطانية في نفسية المريض يرافقها علاجات ذات تأثيرات سطحية مثل التعويذات السحرية وبعض التركيبات الغريبة فاتخذ الطب الروحي منحىً مغاير لطبيعته الأصلية. واتبع الطب المادي منهجاً بحثياً وتجريبياً زودنا بمعلومات مهمة عن فيزيولوجيا الكائنات الحية ومركباته العضوية وطريقة بنائها وتفاعلها مع الوسط وحدد العلاقة بين العلوم الفيزيائية والكيميائية والعلوم الطبيعية وأرسى ونهجاً لتنظيم الطب المادي وفق قواعد تخصصية لأعضاء الجسم كافةً. فالعوامل المسببة للأمراض هي عوامل مادية وبالتالي فإن علاجها يتم بواسطة مواد ذات طبيعة مادية يؤدي تأثيرها العلاجي لإزالة المرض والشفاء واعتبر الطب الروحي ظهور وتطور الأمراض ناجم عن مسببات نفسية وجسدية لكافة الأمراض حتى السرطانية وبالتالي فإن الطب الروحي يمكن أن يساعد الطب المادي في تبادل التأثيرات بين طرفين يلتحمان لتشكيل طاقة استشفاء مؤثرة وفاعلة على كافة المستويات النفسية والجسدية بقوة الطاقة الروحية. والمضادات الحيوية المصنعة للتأثير على أمراض رئيسية كالسل وذات الرئة والأمراض التناسلية والحصبة والسعال الديكي والتيفوئيد وغيرها نظراً لارتباطها بمؤثرات جرثومية مرتبطة بطبيعة المرض وهذه الأمراض تضاءلت كثيراً في الوقت الراهن ، بعد التقدم العلمي وتزايد الوعي الإنساني في إتباع القواعد الصحية والنظافة والتغذية المتوازنة ، ولعب الطب المادي دوراً مهماً في الإقلال من عدد الوفيات عند الأطفال من خلال تزايد العناية الصحية بالحوامل والولادات وإتباع مناهج التلقيح المنظم ضد معظم الأمراض السارية . ولم تزل إمكانية إطالة الأعمار عن الأعمار السابقة في حدودها العادية بل وغالباً ما حققت الأعمار في السابق مقاييس مرتفعة لدى البعض تفوقت على مستوى الأعمار في عصر الطب الحديث ولأدوية الصيدلانية المتطورة.
فالكثير من الأمراض في عصر التقنيات الحديثة أخذت بالارتفاع كتصلب الشرايين والتهاب المفاصل وأمراض القلب والخرف والعجز وغيرها وتزايدت الأمراض النفسية كثيراً نظراً لتزايد الضغوط والمشاكل والمصاعب الناجمة عن تعقد الحياة وطبيعة السوق الاستهلاكية ومخلفاتها المؤثرة على البيئة السلوكية للفرد وصعوبة التكيف مع المتغيرات الطارئة عل بنية الاتصالات وتأثيرها على السلوك البشري غير المهيأ ثقافياً للتكيف مع هذه المتغيرات. وما تزال العقاقير هي الوصفة الدائمة عند الأطباء، وارتفاع معدلات الإدمان على المهدئات والحبوب المنومة ومسكنات الألم وكوابت الشهية وأصبحت العقاقير تسبب تزايد الإصابات بأمراض متنوعة كالتهاب المعدة والحساسية وغيرها. والجدير بالذكر ضمن هذا السياق أن لأكثر الأمراض ناتجة عن الإجهاد من جراء تزايد الضغوط وأعباء الحياة اليومية بما يؤدي إلى تزايد الإضرابات الوظيفية لأجهزة الجسم الفاعلة ينتج عنها أمراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكتة الدماغية والأمراض النفسية وأمراض الشذوذ السلوكي عند المراهقين.
فالعلاقة بين الصحة العقلية والجسمانية لم تحظ بالاهتمام الكافي من الطب الحديث والأجهزة الطبية الاجتماعية المعنية بذالك. فقد ثبت علمياً بأن التوتر المفرط يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والتدهور الحاصل في الشعور بالسعادة عند بعض الناس يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. فالعزيمة المرتبطة بالفرد لحب الحياة والمجتمع تساعد الفرد للتغلب غلى الأمراض. فالكثير من التقنيات العلمية تظهر قدرة العقل على تخفيف المعانات ، ويمكن لقوة العقل أن تعالج الأمراض بالفعل، فالتلميحات الموجهة للعقل للتغلب على الأمراض تلعب دوراً مهماً في تحفيز المريض على تطوير جهازه المناعي بالإيحاء الذاتي والتأمل والاسترخاء المرتبط بالمشاعر الطيبة. فالتغذية الاسترجاعية الحيوية يمكن أن تعلم المرضى السيطرة على الإجهاد النفسي والجسدي وتنظيم العمليات الفيزيولوجية والعصبية في الجسم فلتأمل والإيحاء يساعدان الجسم على الاسترخاء أما التغذية الاسترجاعية كوسيلة فسلجة عاكسة يتم من خلالها توظيف الطاقات الدماغية لقوية الموجات الخاصة بالشفاء وعندما نتعلم أهمية نشاطها يمكننا استغلالها للعلاج الذاتي دون أي أجهزة مساعدة. وعندما يثق الإنسان بأهمية جهازه المناعي وقدرته على استئصال الأمراض ويربط بين وعيه هذا وطاقاته الجسدية والنفسية والتركيز على توجيه هذه القوى للقضاء على الأمراض يمكن التوصل غلى نتائج مشجعة ، لأن فعالية الاستشفاء الروحي تؤدي إلى رفع الحيوية الجسدية للموجهة مثلها مثل التحضير النفسي لخوض معركة قتالية مباشرة مع خصم ما فالإقدام نحو الخصم بمعنوية عالية في التصميم على النصر يمكن أن ينال النصر المطلوب. فالاستخدام العملي لقدرات المرضى الروحية في معالجة أنفسهم يساعد الأطباء في التقليل من كافة العلاج بالعقاقير والأساليب التشخيصية الباهظة الثمن. فالتوظيف الصحيح للطاقات العقلية يلعب دوراً هاماً في إعادة التوازن والعلاقات المنسجمة مع الحياة لتوجيه جميع العمليات النفسية والفكرية المرتبطة بحياة الكائن لإتمام دورها في تفعيل الحيوية القادرة على إزالة الأمراض ومسبباتها وما نظام المساعدة بالإيحاء النفسي وقوة التأثير المستخدمة من قبل الغير أثناء تركيزهم على المنطقة المصابة سوى إخراج طاقات من جسم إلى جسم آخر لأجل المساعدة على الشفاء بالإيحاء المؤثر للطاقة.

ليست هناك تعليقات: